حاتم الجبلى وزير الصحة:
لا تقلقنى حالة الذعر فى المدارس.. والحجاج لن يوقعوا على إقرار بتناول مصل أنفلونزا الخنازيرالأربعاء، 28 أكتوبر 2009 - 14:00
نقلاً عن العدد الأسبوعى
لن ينتهى الحديث عن أنفلونزا الخنازير وخطورتها، فوراء كل باب تلميذ فى مدرسة يبعث القلق لأسرته، لكن الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة يطمئن الأسرة المصرية، ويرى فى حواره لـ«اليوم السابع» أن الذعر يأتى لأن التلاميذ يتعودون على ثقافة جديدة فى النظافة، الحديث مع الدكتور حاتم الجبلى امتد إلى قضايا التأمين الصحى وقانونه المتوقع، وامتد إلى احتمالات خصخصة شركات الدواء، والمستشفيات الحكومية والقطاع الخاص الطبى.
إلى أى مدى يثق الدكتور حاتم الجبلى فى تحقيق الانضباط فى مستوى الاحتياطات الطبية داخل المدارس؟
أنا عندى 12 معياراً، تتبعها لجان الوزارة، وكل معيار يقيس شيئا، بدءا من وجود مياه ومستوى النظافة العامة ونظافة الحمامات، ومدى إدراك القائمين على العملية التعليمية لأعراض المرض، وكيفية التعامل معه ومدى تعامل المسئولين فى المديريات وكل هذه المعايير قبل شهر يوليو كانت دون المستوى.
ومتى تغيرت؟
عندما اجتمعنا مع وزير التربية والتعليم بدأ يتم بعض التحسن النسبى، وعندما قابلنا الرئيس بدأت النقلة الفعلية ويومها الناس أخدت الموضوع بجد والموضع تغير تماماً.
وما هو وجه التغيير؟
النهاردة أقدر أقول إن 80 % من المدارس فيها مياه كافية للنظافة، لكن نسبة الوعى عند المدرسين لاتزال 60 % حتى هذه اللحظة، وطالبنا اجتماعات مجالس الأمناء بمشاركة أولياء الأمور لمعرفة ما يحدث فى المدرسة لأن الأهالى عندما يصبحون جزءا من المشكلة تصبح بداية الحل.
ولكن سمعنا أن هناك عدم التزام من أولياء الأمور بذلك؟
عندما طلبنا أن مجالس الأمناء تجتمع قبل المدارس مرتين ده حصل فى 10 % من المدارس، وبعد إصرارنا زادت نسبة عقدها 50 أو 55 %
ولكن كل هذه الاحتياطات لم تنه حالة الذعر لبعض المدارس التى أغلقت أبوابها فى وجه الطلاب؟
لدينا قواعد نسير عليها فلو ظهرت حالة فى فصل يغلق ولو ظهر أكثر من حالة فى فصل تغلق المدرسة وإنما حالة الذعر لا تقلقنى لأنها تعبر عن تغيير مفاهيم الأطفال، وتعودهم على النظافة الشخصية.
هل قبل اجتماع الرئيس لم يكن هناك وعى كاف لدى وزير التعليم؟
أنا لا أستطيع أن أتحدث عنه، ولكن فى 11 أغسطس الماضى عندما قابلت رئيس الوزراء فى الإسكندرية، وقلت له إننى قلق من الموقف فيما يخص الحجاج والعمرة، دعا لاجتماع عاجل فى اليوم التالى مباشرة، حضره وزراء الخارجية والسياحة والطيران والأوقاف وأخذنا قرار منع سفر المعتمرين أقل من 25 سنة وأكبر من 60 سنة..
وما هى ضوابط وزارة الصحة على المدارس؟
الزائرة الصحية.. والمسئول عن غيابها هو مدير المدرسة، ولو التأمين الصحى قال ليس لدينا إمكانيات فهذه تكون نهايتهم.
بالنسبة لشهرى يناير وفبراير هل يمكن تعليق الدراسة؟
لو كان لدينا معايير لإيقاف الدراسة فسنوقفها.
ومتى يكون قرار وزارة الصحة ملزما لوزارة التعليم؟
عندما تقرر ذلك اللجنة العليا.
كم مرة تتحدث مع وزير التربية والتعليم؟
لحد الآن لم أضطر ويمكن فى أول 10 أيام كنا نتحدث بصفة مستمرة.
توقعتم من قبل هجمة شرسة فى الشتاء فهل هناك احتياطات لهذه الفترة؟
الاحتياط الوحيد المضاف هو التطعيم.
وهل التطعيم لطلاب المدارس؟
لا التطعيم لموظفى الوظائف الحيوية ولو جاء تطعيم إضافى أكيد سنطعم طلاب المدارس.
تقصد التطعيم الذى طالبت به منظمة الصحة العالمية؟
المنظمة رفضت إعطاءنا 15 مليون جرعة فاضطررنا أن نشترى خمسة ملايين جرعة بناء على توصية منظمة الصحة العالمية.
وهل هناك مشكلة بيننا وبين منظمة الصحة العالمية؟
ما بيننا هو اختلاف فى وجهات النظر لأن منظمة الصحة العالمية هى المسئولة عن تعريف الدول بالمشاكل، وبالتالى فهم يتعاونون معنا تعاونا تاما.
ولكنك انتقدتهم أكثر من مرة؟
ومازالت أنتقدهم لأنهم قسموا المرض إلى ست مراحل مثل أنفلونزا الطيور وهو تقسيم خاطئ.. هذا التقسيم لا يراعى الانتشار الجغرافى.
هذا كان عنصر الخلاف الوحيد بينك وبينهم؟
واختلفت معهم أيضا لأنهم لم يضعوا أى معيار لضراوة المرض، والاختلاف الثالث معهم أنهم لم يضعوا معيارا كافيا للعدالة بين الشعوب فى توزيع الأمصال، فالشعوب الغنية أخدت 85 % وتركت 15 % فى بقية الكرة الأرضية، بما فى ذلك الصين والهند وهذا شىء غير مقبول من الغرب الذى يعطى للشرق دروساً فى حقوق الإنسان للبهائيين والمثليين، وعندما جاء للجد اختار أن يعيش مقابل موت الشعوب الأخرى.
وماذا كان ردنا؟
أرسلنا خطابا إلى الأمم المتحدة أنا والدكتور أحمد أبوالغيط وزير الخارجية وأثرنا الموضوع فى الجمعية العامة للأمم المتحدة وندرس الآن عمل مؤتمر لدول عدم الانحياز فى مصر لـ108 دول، لمواجهة هذا الموقف الغريب.
وهل تمت الموافقة عليه؟
الأمر متوقف على رئيس الوزراء ولم يقرر بعد.
رغم توطن أنفلونزا الطيور تقول إن تجربتنا معه أفادتنا فى أنفلونزا الخنازير؟
هذا صحيح، والمرض توطن فعلا وأعتقد أن الإجراءات التى تم اتخاذها خلال السنوات السابقة سيمنع توطن المرض خلال الثلاث سنوات القادمة فى مصر.
هل الوضع حرج بالنسبة لانفلونزا الخنازير؟
لا ليس حرجا لأن 99.9 % من المصابين يمتثلون للشفاء بدون علاج بالوجود فى المنزل لمدة ثلاثة أيام، بأخذ سوائل فهى مثل الأنفلونزا الموسمية.
ولماذا الهلع إذن وهل لمصر وضع خاص فيه؟
لأن عالمياً المرض يعد من الأمراض سريعة الانتشار وهذا يعطيه فرصة للتحور، أما خصوصية مصر، فتأتى من مساحتها التى تبلغ مليون كيلو متر، ولكننا نعيش على مساحة 70 ألفا، ونحن 80 مليون مواطن ولا يوجد أى حاجز طبيعى بين إسكندرية وأسوان وهذا ما جعل العدوى تنتقل فى 2006 من الصعيد إلى القاهرة فى أقل من يوم، بالإضافة إلى زيادة عدد المعتمرين عن مليون معتمر كل عام.
لاستكمال الحوار مع وزير الصحة
على الرابط التالي:
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=150244