الوان: أقدم مكتبة أهلية في العمارة
حوار وتصويرـ عبد الحسين بريسم:
في المدخل الثاني لسوق العمارة المسقوف والذي طارت شهرته في الآفاق لانه من اقدم الاسواق اولا وثانيا لانه مسقوف بالجص والطابوق دون اعمدة في هذا المكان تقع اقدم مكتبة اهلية في العمارة
تلك المدينة الجنوبية التي تنام مبكرا وتصحو على اصوات النوارس وخرير الماء حيث اسست هذه المكتبة في عام 1929 والذي اشتق مؤسسها المرحوم عبد الرحيم الرحماني اسمها من المكتبة العصرية في بغداد لصاحبها محمد حكمت والتي تعتبر من اقدم مكتبات العراق وكانت المصدر الوحيد لتوزيع المجلات والصحف العراقية والعربية ومنها الكتب والدوريات المختلفة.
التقينا بالسيد حيدر حسين داود صاحب المكتبة العصرية الان ليحدثنا عن مراحل هذه المكتبة وعلاقتها بالابداع المحلي والعراقي والعربي وعن اهم الذكريات حيث سألنا اولا عن البدايات فقال:
في عام 1929 اسس المرحوم الحاج عبد الرحيم الرحماني المكتبة العصرية في مدينة العمارة ومنذ التاسيس تقوم المكتبة ببيع الكتب والمجلات والصحف العراقية والعربية وفي فترة ما كان التعليم ليس مجانيا كانت المكتبة العصرية تبيع الكتب المدرسية.. ولقد لعبت هذه المكتبة دورا متميزا في ترويج الثقافة في مدينة العمارة وظلت المكتبة تقاوم الظروف والمتغيرات السياسية والاقتصادية على مدى العقود الماضية.
* من هم رواد المكتبة في السابق والوقت الراهن؟
ـ ما من اديب أو مثقف عراقي مهم وبارز جاء الى العمارة زائرا او مبعدا الا وقد كان من رواد هذه المكتبة ومن اشهر روادها شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري ومحمد بحر العلوم وحقي الشبلي.. أما روادها في العصر الراهن فهم جميع ادباء ومثقفي مدينة العمارة مثل مالك المطلبي واخوته وعبد عون الروضان وعيسى حسن الياسري وغيرهم من اعلام المدينة.
* حدثنا عن مرحلة تردد الجواهري العظيم الراحل على المكتبة العصرية؟
ـ حينما كان محمد مهدي الجواهري شاعر العرب الاكبر مبعدا من قبل السلطات في ذلك الوقت في قضاء علي الغربي كان يتردد على المكتبة العصرية من اجل شراء الصحف والمجلات وذات يوم جاء حاملا تصريحا رسميا لشراء بنادق الصيد لان المكتبة في ذلك الوقت تبيع بنادق الصيد والكتب المدرسية، وقد طلب الجواهري شراء بندقيتي صيد وقراءة الصف الاول الابتدائي فقال له المرحوم عبد الرحيم مازحا..
لقد ابعدتك الحكومة من بغداد مغضوبا عليك وتريد بنادق صيد وقراءة فماذا يفعلوا بك بعد؟
اتريد ان تعلم الفقراء المعارضة فقال الجواهري:
البنادق لغرض الصيد والمتعة، أما القراءة فمن اجل الفلاحين البسطاء هكذا كان المثقف العراقي يعمل.
* وماذا بعد عندك عن المكتبة العصرية؟
ـ المكتبة العصرية تعتبر من اهم رموز مدينة العمارة وقد كتبت عنها العديد من الدراسات والمقالات والتحقيقات والكتب التي تؤرخ لمدينة العمارة فيها فصول كاملة عن المكتبة العصرية.
وايضا المكتبة تقوم بين الحين والآخر بطبع الكتب ومنها كتاب تاريخ العشائر لمحمد باقر الجلالي وعشائر ميسان لجبار الجويبراوي وتقوم المكتبة ايضا بتوزيع وترويج مؤلفات وكتب ادباء وكتاب العمارة مجانا كجزء من التشجيع لهم وجزء من نشر الوعي الادبي والثقافي في المدينة.
الرئيسية 