وجَّه خبراء تربويون انتقادات حادة للدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، بعد تراجعه عن عدم طبع الكتب المطورة، المقررة على طلاب الصف الثالث من الثانوية الفنية، وإصداره تعليمات بطبعها بدايةً من العام الدراسى المقبل 2011/2012.
وصف د.شبل بدران، أستاذ أصول التربية بجامعة الإسكندرية، تراجع الوزير عن قرار الاعتماد على الكتب القديمة بدءًا من السنة الجديدة بأنه "تخبط ينم عن التسرع فى اتخاذ القرارات داخل الوزارة دون دراسة مُسبَقة"، واعتبر "بدران" أن "بدر" يدير شئون وزارته "إدارة يومية لا تنظر إلى مستقبل تطوير التعليم"، وهو ما أدى، بحسب رأيه، إلى تفاقم أزمة كتب التعليم الفنى وعدم تسلم عدد من المديريات التعليمية حتى الآن وفق قوله.
واتهم "بدران" وزير التربية والتعليم بعدم تحديد خطة واضحة لتطوير عملية طبع وتأليف الكتب الدراسية، وقال، "هذا أهم من الزيارات المفاجئة للمدارس ومعاقبة معلميها لأن دور الوزير ليس عقابياً بالدرجة الأولى".
من جهته، رأى الدكتور محمد المفتى، أستاذ أصول المناهج والخبير التربوى، أن قرار عدم طبع الكتب "المطورة" والاكتفاء بـ "القديمة" كان خطأً من البداية، وتابع، "الطلاب درسوا أول عامين من الثانوية الفنية مناهج مطورة ثم قرر الوزير فجأة ردٍّهم إلى مناهج سنة 1991 لترشيد النفقات".
وأكد "المفتى"، الذى كان مسئولاً بارزاً بلجان مشروع "الثانوية الجديدة" قبل تولى "بدر" منصبه، أن الكتب الدراسية لابد أن تتغير "من 3 لـ 5 سنوات" حتى تتماشى مع التطورات العلمية، واعتبر "المفتى" أن المتضرر الوحيد من قرارات الوزير هو طالب الدبلومات الذى وجد نفسه يدرس دون كتب.
فيما هاجم د. أيمن حبيب، الخبير التربوى، لجوء الوزارة لنسخ "سيديهات" بالأجزاء المطورة من مناهج التعليم الفنى وتوزيعها على الطلاب، وبرر هجومه بالإشارة إلى ما أسماه عدم تقبل المعلمين والطلاب لآليات التعليم الإلكترونى، وتابع قائلاً، "أخطاء الوزير فى هذا الملف عديدة وتثبت تسرعه فى إصدار القرارات، وهو ما سيهدر سنة من وقت طلاب التعليم الفنى، رغم أن تأليف الكتب المطورة انتهى بالفعل قبل أشهر".