بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد
في الآونة الأخيرة كثر الكلام عن
الثورة العربية "الصغرى أو الإبن"، وليفهم موضوع الثورات العربية جيدا علينا أن نرجع إلى الماضي للتعرف على
الثورة العربية الكبرى "الأب أو الأم"، وبالتالي سيزول الإشكال إن شاء الله تعالى
الثورة العربية الكبرى (1916) هي الحركة المسلحة التي دعت إليها الجمعيات العربية السرية في المشرق العربي ضد الحكم العثماني، أعلنت بزعامة الشريف حسين بن علي أمير مكة في حزيران 1916. والهدف من الثورة: تحقيق دولة عربية حرة مستقلة، تضم الجزيرة العربية والمشرق العربي
أعلن الشريف حسين الثورة ضد الأتراك باسم العرب جميعا. وكانت مبادئ الثورة العربية قد وضعت بالاتفاق ما بين الحسين بن علي وقادة الجمعيات العربية في سوريا والعراق في ميثاق قومي عربي غايته استقلال العرب وإنشاء دولة عربية متحدة قوية، وقد
وعدت الحكومة البريطانية العرب من خلال مراسلات حسين مكماهون (1915) بالاعتراف باستقلال العرب مقابل اشتراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراكونشرت جريدة "القبلة" بيانًا رسميًا برفع العلم العربي ذي الألوان الأربعة ابتداءاً من (9 شعبان 1335\10 يونيو 1917) وهو يوم الذكرى السنوية الأولى للثورة. وقال البيان أن العلم الجديد يتألف من مثلث أحمر اللون تلتصق به ثلاثة ألوان أفقية متوازية هي الأسود في الأعلى متبوعا بالأخضر في الوسط والأبيض في الأسفل. وتشير الألوان الأفقية المرفوعة إلى شعارات رفعها العرب قديما (الأسود: الدولة العباسية) (الأخضر: الدولة الفاطمية) (الأبيض: الدولة الأموية)؛ أما المثلث الأحمر فيشير إلى الثورة. وقد جمع العلم في ألوانه الأربعة رموز الاستقلال والتاريخ العربي في كل الأزمنة، واستمر العلم حتى عام 1964
كان حلم العرب "وما يزال!" التنقل من عصر الانحطاط والتخلف إلى الارتقاء الحضاري الذي يعرفه الغرب، حالهم حال الذي يحاول الإمساك بظله عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فأتوا على مخاضة (بركة ممتلئة بالمياه) وعمر على ناقة له فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا، تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك، وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك، فقال عمر: "أوه لم يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، المجلد الأول
وأخرج سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن جبير بن نفير قال: لما فتحت مدائن قبرص وقع الناس يقتسمون السبي ويفرقون بينهم ويبكي بعضهم على بعض، فتنحى أبو الدرداء ثم احتبى بحمائل سيفه فجعل يبكي، فأتاه جبير بن نفير فقال: ما يبكيك يا أبا الدرداء؟ أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ وأذل فيه الكفر وأهله؟! فضرب على منكبيه ثم قال: ثكلتك أمك يا جبير بن نفير، ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة على الناس لهم الملك؛ حتى تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى؛ وإنه إذا سُلِّط السباء على قوم فقد خرجوا من عين الله ليس لله بهم حاجة
وعن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَنِعْمَتِ الْمُرْضِعَةُ، وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَةُ". رَوَاهُ الْبُخَارِيّ
إستطاع التحالف بين بريطانيا والحكام العرب ضد الاتراك أن يسقط الخلافة العثمانية. وبسبب ارتماء العرب في الأحضان الغربية، وانغشاشهم بحضارتها الوهمية، وبخروجهم على الخلافة الإسلامية، وانطلاقا من قاعدة كما تدين تدان، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، سقط العرب تحت الإستعمار الصليبي الصهيوني، واستعمرت فلسطين، وبعد أن خصبت تربتها من طرف البريطانيين أهدوها لليهود، وما زال العرب في سكرتهم يعمهون فهذا باختصار دور
حكام العرب في ثورتهم الكبيرة، والتي مازلنا نجني ثمارها الوافرة من الذل والهوان والفقر بكل أشكاله. ولم ينجلي ليل الويلات حتى فوجئنا
بالثورة الصغيرة: ثورة المحكومين
وسبحان الله العظيم، الطيور على أشكالها تقع
قال الله تعالى: "وَمَنْ أعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى" سورة طه:124-126
إن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كرم هذه الأمة، فهي أمة مكرمة مفضلة؛ لكنها لابد أن تأخذ عقوبتها إذا عصت الله، وإن كانت عقوبتها أخف من غيرها، تكريماً لها وتشريفاً لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آله وسَلَّمَ، واستجابة لدعائه، {لمَّا قال سبحانه: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ [الأنعام:65] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: أعُوذُ بِوَجْهِكَ قَالَ: أوْ مِنْ تَحْتِ أرْجُلِكُمْ [الأنعام:65] فقَالَ: أعُوذُ بِوَجْهِك، فقال الله: أوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأس بَعْضٍ [الأنعام:65] فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: هاتان أهْوَنُ -أوْ قال- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: هَذَا أيْسَر} رواه البخاري والترمذي وأحمد
وَلِمُسْلِمٍ: عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: إِنَّ اَللَّهَ زَوَى لِي اَلْأرْضَ، فَرَأيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ اَلْكَنْزَيْنِ اَلأحمَرَ وَالْأبْيَضَ (قَالَ اِبْنُ مَاجَهْ: -يعني- اَلذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي ألَّا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ, وَألَّا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إني إذا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ ألَّا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَألَّا أسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوْ اِجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بأقْطَارِهَا، أوْ قَالَ: مَنْ بَيْنَ أقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضا
لهذا لا غرابة في اعتماد الدول المسيحية المتطرفة في ضرباتها العسكرية ضد بعض الدول الإسلامية على بعض الدول الإسلامية الأخرى! أو على الأقل بتسليح البعض ضد البعض الآخر! وكأن
الغرب فقه الأحاديث أكثر من العرب! يقول المستشرق الفرنسي شاتليه (1855-1929)، رئيس تحرير مجلة "العالم الإسلامي" الفرنسية، وأستاذ المسائل الإجتماعية الإسلامية في إحدى جامعات فرنسا: إذا أردتم أن تغزو الإسلام وتكسروا شوكته، وتقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كل العقائد السابقة واللاحقة لها، والتي كانت السبب الأول والرئيسي لعزة المسلمين وشموخهم، وسبب سيادتهم وغزوهم للعالم..
إذا أردتم غزو هذا الإسلام، فعليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم والأمة الإسلامية بإماتة روح الإعتزاز بماضيهم وتاريخهم وكتابهم القرآن، وتحويلهم عن كل ذلك بواسطة نشر ثقافتكم وتاريخكم، ونشر روح الإباحية، وتوفير عوامل الهدم المعنوي، وحتى لو لم نجد إلا المغفلين منهم والسذج والبسطاء لكفانا ذلك، لأن الشجرة يجب أن يتسبب في قطعها أحد أغصانها
فهنيئا لكم يا أجيال المستقبل، أجيال التصفيق والصفير والرقص والعويل والنواح، شباب الديمقراطية والحريات والمساواة
أخرج البخاري رحمه الله بسنده عن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافت صلاة الصبح مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلما صلى بهم الفجر انصرف فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين رآهم وقال: أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء؟ قالوا: أجل يا رسول الله، قال: فأبشروا وأملوا ما يسركم،
فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط علكيم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهمعن أبي عبد السلام، عن ثوبان رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن"، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا، وكراهية الموت." أخرجه أبو داود في سننه. والحديث صحيح
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال، أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا،
ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم،
وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهموعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "
إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه شيء حتى ترجعوا إلى دينكم" رواه أحمد وأبو داود
هذه المهلكات هي فينا شاخصة، تكاد تراها حيث وقع بصرك عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله سلم: "مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهَ، وَلَمْ يَأتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ". رواه الإمام الترمذي وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير
الحــــــــــــــــللا سبيل إلى استعادة المسلمين مجدهم السالف واستحقاقهم النصر على عدوهم إلا بالرجوع إلى دينهم والاستقامة عليه وموالاة من والاه، ومعاداة من عاداه، وتحكيمهم شرع الله سبحانه وتعالى في أمورهم كلها، واتحاد كلمتهم على الحق، وتعاونهم على البر والتقوى كما قال الإمام مالك بن أنس رحمة الله عليه: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها"، وهذا قول جميع أهل العلم، والله سبحانه إنما أصلح أول هذه الأمة باتباع شرعه والاعتصام بحبله والصدق في ذلك والتعاون عليه، ولا صلاح لآخرها إلا بهذا الأمر العظيم
ونسأل الله أن يوفق المسلمين للفقه في دينه، وأن يجمعهم على الهدى، وأن يوحد صفوفهم وكلمتهم على الحق، وأن يمن عليهم بالاعتصام بكتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وتحكيم شريعته والتحاكم إليها، والاجتماع على ذلك والتعاون عليه، وأن يصلح قادتهم. إنه جواد كريم
فهذا هو الطريق وهذا هو السبيل للنصر على الأعداء بالتعليم الشرعي والتفقه في دين الله من الولاة والرعايا والكبير والصغير، ثم العمل بمقتضى ذلك وترك ما نحن عليه مما حرم الله، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنفُسِهِمْ}، فمن أراد من الله النصر والتأييد وإعلاء الكلمة فعليه بتغيير ما هو عليه من المعاصي والسيئات المخالفة لأمر الله، وربك يقول جل وعلا: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} ما قال الله: وعد الله الذين ينتسبون إلى قريش أو العرب أو الذين يبنون القصور ويستخرجون البترول... إلخ، بل علق الحكم بالإيمان الصادق والعمل الصالح سواء كانوا عربا أو عجما
قال الله تعالى:
والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر *. سورة العصر
هذه هي أسباب النصر والإستخلاف في الأرض، لا العروبة ولا غير العروبة، ولكنه إيمان صادق بالله ورسوله وعمل صالح. هذا هو السبب وهذا هو الشرط وهذا هو المحور الذي عليه المدار، فمن استقام عليه فله التمكين والإستخلاف في الأرض والنصر على الأعداء، ومن تخلف عن ذلك لم يضمن له النصر ولا السلامة ولا العز،
بل قد ينصر كافر على كافر، وقد ينصر مجرم على مجرم، وقد يعان منافق على منافق، ولكن النصر المضمون الذي وعد الله به عباده المؤمنين لهم على عدوهم إنما يحصل بالشروط التي بينها سبحانه وبالصفات التي أوضحها جل وعلا، وهو الإيمان الصادق والعمل الصالح. قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}. هذا هو نصر دين الله، فمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فقد نصر دين الله؛ لأن من ضمن ذلك أداء فرائض الله وترك محارم الله. وقال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}. نعم
فالداء واضح والدواء أوضح والعلاج بيِّن
ولكن العناد والكبر... حفاة عراة عالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان نسأل الله عز وجل أن يمن علينا وعلى جميع المسلمين وولاة أمرهم بالتوبة إليه، والإستقامة على أمره، والتعاون على البر والتقوى، والتفقه في الدين، والصبر على مراضيه، والبعد عن مساخطه سبحانه، كما نسأله سبحانه أن يعيذنا جميعاً من مضلات الفتن ومن أسباب النقم، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ويخذل أعداءه، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى، وأن يصلح ولاة أمرهم، وأن يرزقهم البصيرة إنه سميع قريب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فهذا هو المحتوى المنقول ل
ثورات العرب ثروات الغربأو إن شئت فقل
منح الغرب محن العرب
قصة نادرة وقيمة للأطفال، وحبذا لو تقرأ وتعاد وتناقش في أجواء عائلية لعل الله أن ينفع بها، يمكن تحميلها من الرابط أدناه
http://www.4shared.com/file/FsN27gPM/Gifts.html