منتديات مدرسة سندوب الفنية الصناعية بنات
---(((ضيفنا العزيز أنت الآن فى منتديات مدرسة سندوب الفنية فمرحبا بك )))---
*** نتشرف بتسجيلك معنا ***
منتديات مدرسة سندوب الفنية الصناعية بنات
---(((ضيفنا العزيز أنت الآن فى منتديات مدرسة سندوب الفنية فمرحبا بك )))---
*** نتشرف بتسجيلك معنا ***
منتديات مدرسة سندوب الفنية الصناعية بنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مدرسة سندوب الفنية الصناعية بنات

للتعليم الفنى الصناعى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 فصل من الرواية القنبلة.. عزازيل (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عادل فضالي
نائب المدير
نخبة المشرفين
عادل فضالي


عدد المساهمات : 1037
تاريخ التسجيل : 22/02/2009

فصل من الرواية القنبلة.. عزازيل (1) Empty
مُساهمةموضوع: فصل من الرواية القنبلة.. عزازيل (1)   فصل من الرواية القنبلة.. عزازيل (1) Emptyالثلاثاء مارس 24, 2009 2:54 pm

فصل من رواية عزازيل ليوسف زيدان الفائزة بالبوكر العربية

آخر تحديث: الجمعة 20 مارس 2009 1:42 م بتوقيت القاهرة
الرق الثلاثون

الفقد

بعدما تهيأت للنوم، سمعت صوت الشماس يأتى خفيضا من وراء الباب: هل أنت نائم يا سيدى؟.. دعوته للدخول، فجاء وفى يده قطعة من قماش أسود. مدها إلى، فمددتها بين يدى. كانت صديرية سوداء اللون محلاة من عند أطرافها بصلبان من الغزل ذاته، لونها رمادى. عرفت بالأمر من فورى، وزادنى الشماس إيضاحا وتأكيدا: لقد رحلت مرتا وخالتها قبل أسبوع، وتركت العجوز لى هديتها مع الشماس، وتركت مرتا معه رسالة من كلمة واحدة: مضطرة!

اضطرت مرتا للذهاب إلى حلب! أى اضطرار حدا بها للرحيل، والحمى تفتك بى؟ ألم يكن بوسعها أن تنتظرنى بضعة أيام أخر؟ لابد أنها يئست من شفائى، وتيقنت من أننى هالك لا محالة.. تركتنى لموتى، وذهبت لتبحث لها عن حياة. هذا شأن النساء كلهن كما أكد الفريسى خائنات، ولا خلاق لهن. هو أعرف منى بأحوالهن. الآن تيقنت من أننى ضللت نفسى بأوهام صنعتها، وأتيت مع مرتا خطايا لا غفران لها. هى أخرجتنى من كونى، ثم هجرتنى حين ظنت أننى أموت، ياليتنى مت واسترحت.

ــ أخذوا معهم كل متاعهم، لا أظن يا أبت أنهم سيرجعون للعيش هنا.
ــ نعم يا شماس، هذا واضح.
ــ هل ترى يا أبت، أن أستسمح رئيس الدير فى سكنى فى الكوخ؟
ــ يا شماس، أنت صغير على العيش منفردا، بقاؤك فى بيت الكهان أصلح لك.. اتركنى الآن لأنام.
ــ نادنى إن احتجت لى يا أبت، سأكون قريبا.

تركنى الشماس بعدما دعوت له بالبركة، ودعوت الله فى نفسى أن يأخذنى منها لأستريح، كان رأسى يطن، فلم أستطع النوم إلا وسنات خاطفة، وكانت غفواتى توجعنى. وجع النوم علامة رديئة، كما هو معروف عند الأطباء من كلام أبقراط: إذا كان النوم فى الأمراض المزمنة، يحدث وجعا، فذلك من علامات الموت.. ليكن، فموتى وحياتى صارا عندى سواء، وربما الموت أفضل! غير أننى برئت من حماى، مزمنة كانت أم حادة. وآلام النوم عندى، هى من أوجاع الروح لا آثار الحمى.

قمت من فوق الدكة واستغرقت فى الصلاة. أديت صلاة سوتورو قبل موعدها، وأخذت أعيدها حتى سكن الليل. وحتى تأكدت، أنها لا تفعل شيئا.. كنت أشعر بعزازيل قريبا منى، أكثر من أى وقت مضى. هو إذن، لم يكن حلما ولا طيفا مر بى عند اختلاط ذهنى، مع نوبات المرض. هو الآن قريب، أشعر به ينظر نحوى، ولا يتكلم، أترانى ألقيت نفسى فى غيابة جب الجنون؟انتبهت فجرا على صوت أقدام تفرك الحصى بسرعة، وهى آتية نحو المكتبة. هذه مشية الفريسى، فلابد أنه جاء ليطمئن على. أنهيت صلاتى، وفتحت الباب له، فدخل وفى يده منديل فيه فواكه، دخلت أمامه، وجلسنا متقابلين على الطاولة الكبيرة:
ــ كيف حالك الآن يا هيبا؟
ــ أحسن، وأظننى سأتحسن. مالك يا أخى تبدو مهموما.
ــ وصلت الأخبار الآن. المجمع المقدس، برئاسة الإمبراطور، أعاد كيرلس إلى رتبته الأسقفية، وأقر عزل نسطور.. ونفيه!
ــ ما الذى تقوله، وكيف حدث؟
ــ الأساقفة تخلو عن نسطور، عدا يوحنا أسقف أنطاكية. ولم يشأ الإمبراطور وبابا روما أن يغضبا الإسكندرية، للأسباب المعروفة، ولما رأى الأسقف ربولا والذين معه، أن كفة الميزان تميل لصالح كيرلس، انقلب نسطور وأدانه. وقد صاغ المجمع قانونا جديدا للإيمان فيه إضافات على القانون الذى أقر قبل مائة عام فى نيقية.

غامت عيناى، فأغمضتها وأحطت رأسى بذراعى المستندين إلى الطاولة. فى غمرة الغيوم، انتبهت لأمر دقيق. لم يكن مجمع نيقية قبل مائة عام، وإنما كان قبل مائة وست من السنين! الذى كان قبل مائة عام بالضبط، هو اللجنة الرهيبة التى شكلها الإمبراطور قسطنطين، من القسوس المتشددين، سعيا منه لإرضاء الأساقف. كان ذلك سنة إحدى وثلاثىن وثلاثمائة للميلاد. اللجنة راحت تفتش دور الكتب وتدهم بيوت الناس، لتجمع كتب الفلاسفة والمهرطقين، والأناجيل غير الأربعة المعترف بها، والكتب الدينية المخالفة لما استقر من رأى الأساقفة، والرسائل الغنوصية. كانوا يجمعون كل ذلك فى ساحات المدن والقرى، ويحرقونه علنا، مهددين من يخفى هذه الكتابات الممنوعة، بالويل.. الويل.

رفعت رأسى وسألت الفريسى:
ــ ماذا سيفعلون مع المبجل نسطور؟
ــ لم يعد مبجلا، وسوف ينفونه من هنا إلى مكان قصى تابع للإسكندرية، المدن الخمس الليبية أو أخميم، لا أعرف بالضبط. وقد أدان المجمع، الأسقف تيودور المصيصى، وأنكر آراءه.

انقبض قلبى مما قاله الفريسى، وضاق بالأخبار صدرى. قمت لأفتح الشباك المطل على ساح الدير، فدارت رأسى، وترنحت حتى كدت أقع على الأرض. أدركنى الفريسى وأعاننى لأجلس ثانية، وفتح هو شباكى.. جلسنا صامتين برهة، حتى تململ وبدا فى عينيه أنه يريد أن يخبرنى بأمر آخر. لم أكن قادرا على سماع المزيد.. سالت منى رغما عنى، دمعات حارة لم أستطع إمساكها فمسحتها عن وجهى بسرعة.

فتح الفريسى منديله، وقرب الفاكهة منى وهو يقول إنها فواكه طازجة أتت من حلب، وأنه أحضرها لى لأتقوى بها.. اضطربت لذكر حلب، ونظرت فى عينيه، فوجدت فيهما طيف شفقة. دعانى للأكل فامتنعت، ونحيت المنديل بظهر يدى. سألته هل وفد أحد من حلب؟ نفى، وأخبرنى أن هذه الفاكهة الصيفية، أرسلها تاجر من الموعظين، هدية للدير رجانى ثانية أن آكل منها، فأخذت من يده حبة المشمش الكبيرة التى مدها، ووضعتها جانبا. دار برأسه فى المكتبة ثم قال إن الجو خانق، وسألنى إن كنت أريد الخروج للجلوس عند البوابة، فوافقته، استندت إلى ذراعه، وخرجنا نجر أقدامنا كالنساء الثكالى.

عند خروجنا، وجدت الشماس نائما على الأرض بقرب بابى، فدعوته للذهاب إلى بيته، وأكدت أننى لن أحتاجه الآن فى شىء. مضى ظلام ما قبل الشروق، ومضينا إلى البوابة. لم يكن قمر السماء منيرا، فقد كان أوان المحاق. جلسنا فى ظلام ما قبل الشروق، على الحجر الذى كنت جالسا عليه يوم جاءتنى خالة مرتا فجرا، لتخبرنى بأمر ذهابهما إلى حلب. الحجر الذى جلس عليه بعدى، الحارس الرومانى الذى طلبها للزواج!
هل ودعته عند رحيلها؟ وما الذى شجعه أصلا، لأن يقترح عليها الزواج؟ أتراه نال منها نيلا فى العشرين يوما، التى أخذتنى فيها الحمى؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://knol.google.com/k/-/-/msm53fgo7rhs/0#knols
 
فصل من الرواية القنبلة.. عزازيل (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فصل من الرواية القنبلة.. عزازيل (2)
» عزازيل .. إسقاطات حاربتها الكنيسة القبطية
» عزازيل ترفع الغطاء الديني عن دعاة العنف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مدرسة سندوب الفنية الصناعية بنات :: المنتدى العام :: منتدى مكتبة المدرسة-
انتقل الى: