عزازيل ترفع الغطاء الديني عن دعاة العنف

فوز رواية «عزازيل» للكاتب المصرى يوسف زيدان بجائزة البوكر العربية الأسبوع الماضى أثار اهتمام عدد من كبرى الصحف الغربية، التى تناولتها بالعرض، مركزة بشكل خاص على ما اعتبرته رسالة أساسية للرواية، ألا وهو تحديها لاستغلال النص الدينى «المقدس» لتبرير العنف ضد المختلفين.

ففى صحيفة الجارديان البريطانية، لفتت الناقدة الأدبية مايا جاجى النظر إلى أن الرواية التى فازت بجائزة البوكر العربية، وقيمتها 60 ألف دولار، تعرضت لهجوم من المؤسسات الدينية فى مصر، وجرت محاولات لحظرها.

وأبرزت الناقدة البريطانية أن الاعتراض على الرواية هذه المرة، كان من جانب رجل دين مسيحى مشيرة إلى أن الأنبا بيشوى ــ سكرتير المجمع المقدس فى الكنيسة الأرثوذوك*ية المصرية ــ اتهم كاتب الرواية، وهو مسلم بأنه «أراد تدمير جوهر العقيدة المسيحية».

أما صحيفة الهيرالد تربيون فقد أبرزت من جهتها أن موضوع الرواية المعنى بتاريخ الخلافات العقائدية فى المسيحية غير مألوف فى الأدب العربى المعاصر، مشيرة إلى أن الكنسية القبطية نددت بالرواية واعتبرتها تدخلا فى شئون العقيدة المسيحية.

ونشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز تقريرا تحت عنوان «الدين وكاتب يعلن التحدى» تقول فيه: إن يوسف زيدان بروايته الأخيرة التى تقدم صورة للعنف الدينى فى القرن الخامس الميلادى سبب صدمة للمجتمع المسيحى المصرى.

ولكنها عادت فأوضحت أنه بينما قد يبدو للوهلة الأولى أن الرواية تعنى بالكنيسة المسيحية فقط، فإن القراءة العميقة تقود إلى إدراك أن الكاتب المسلم يمتلك رؤية غير تقليدية تجاه الأديان التوحيدية جميعا، فى مجتمع يتجه نحو التفسير المحافظ للدين.