قصص جديدة لصاحب النمر الأبيض الحائزة على البوكر
آخر تحديث: الخميس 19 مارس 2009 11:30 ص بتوقيت القاهرة
منى أبو النصر -
بالتزامن مع روايته الأولى التى حازت جائزة البوكر البريطانية الرفيعة 2008 "النمر الأبيض" ،كان الروائى الهندى أرفيند أديجا يجسد فى مجموعة قصصية عوالما متداخلة تدور احداثها فى فترة السبع سنوات ما بين اغتيال أنديرا غاندى وولدها راجيف،وأطلق على مجموعته تلك " بين اغتيالين" .
هذه المجموعة طرحت فى الهند نهاية العام الماضى وتحتل حتى اليوم صدارة المبيعات ،وأعلنت دار "اتلانتيك بوك* " البريطانية إعادة نشرها خلال يونيو المقبل،وهى الدار التى سبق أن نشرت له روايته الفائزة بالبوكر "النمر الأبيض".
"بين اغتيالين"- التى تقع فى 288 صفحة- تقدم قراءة لخريطة شعب يعيش فى الجنوب الغربي لمدينة كيتور الهندية الفقيرة ،قدم فيها أديجا شخصيات عديدة من بينها صبي مسلم استجاب لاستمالات جماعات متطرفة ارهابية وأصبح مجندا لديهم ، وبائع للكتب تم القبض عليه لأنه يعرض فى مكتبته كتاب " آيات شيطانية " لسلمان رشدى الذى تم تكفيره، وطالب تحول الى مجرم مطارد بعد أن القى قنبلة فى مدرسته .
قصص اديجا تشترك مع التيمات التى قدمها فى أولى رواياته "النمر الأبيض "، على رأسها الفساد ومصادرة الحريات لاسيما الفكرية منها ، وذلك ما جاء على لسان رافى ميرشاندانى – كاتب افتتاحية كتاب اديجا الجديد - ويقول أيضا فى تصريحاته التى نقلتها صحيفة ال"جارديان" البريطانية "المجموعة القصصية تقدم مداخلا مختلفة لمادة واحدة ، فالنمر الأبيض رواية تقدم من وجه نظر راوى واحد للاحداث ،اما الكتاب الجديد فبه عشرات الشخصيات ما بين أطفال وعجائز، ينتمون لأديان و طوائف مختلفة ،فهىقصص تجاوزت بتفاصيلها الثراء الذى تمتعت به رواية البوكر ".
يستهل أديجا فى احدى قصصه الجديدة " السلطان " وصف الانطباعات التى جالت فى خلد بطلها بعد اقترابه من احدى المزارات الدينية فى وصف لا يخلو من الروح الشرقية التى تك*و كتاباته وتزيدها زخما ،ويقول " سار بخطوات سريعة باتجاه القبة البيضاء لمزار دركة الصوفى ، وأسند باحدى ذراعيه كرسيا صغيرا ،وبيده الثانية حمل حقيبة حمراء بها البوما لصوره الفوتغرافية ،وسبع زجاجات مملوئة بأقراص دواء، وعند وصوله الى المزار ،عبر بجوار عدد من المجذومين ،ومبتورى الأذرع والأرجل ، ورجال يسيرون بواسطة كراسي متحركة ،وآخرين وضعوا أربطة لتغطية عيونهم المريضة، ومر بكائن شاهد الآثار بنية اللون المتبقية بعد بتر ذراعيه الاثنين ، واحدى قدميه ،وكان يميل على جانبه الأيسر ،ويحرك جسده بشكل أقرب لحيوان ضعيف يتألم، وظل يرتل بعينين حزينتين خاويتين " الله .. الله .. الله .. الله" ..".
رواية أديجا الاولى "النمر الابيض" غاصت فى بواطن الهند الحديثة ،واعتبرها النقاد رواية "صادمة ومسلية" فى وقت واحد وتثير الضحك فى بعض الأحيان، على الرغم من استعراضها لواقع أسود يجوب عوالم أطفال الشوارع والمهمشين والمنكوبين وحال المواصلات العامة والصرف الصحى وغيرها من المشاهدات التى تحمل الكثير من الصدمات للغرب الذى تنتمى له البوكر ،ووصفوها ب" البورتريه الواقعى وغير المزيف"،من خلال مسيرة نجاح رجل في مجال الأعمال في نيودلهي،ومشاهداته الموازية لعالم تحكمه الرأسمالية وآخر يعج بالفقر، حتى مايكل بورتيلو رئيس لجنة تحكيم البوكر قدم رواية "النمر الابيض" باعتبارها رواية "أصيلة" طرحت قضايا اجتماعية مهمة جدا وعلى رأسها الانقسامات بين الاغنياء والفقراء، واستحالة هروب الفقراء من واقعهم المرير في الهند.
أديحا- 33 عاما- يعد أصغر الفائزين بالبوكر سنا، هو رابع روائي يفوز بهذه الجائزة البريطانية عن عمله الأدبي الأول ، و الهندي الرابع- بعد" سلمان رشدي" و"ارونداتي روي" و"كيران ديسا"- الذي يفوز بجائزة البوكر.