عودي إليك أنت
الحجاب الشرعي أهم ما يميز المجتمع المسلم
بقلم: هند عبد الله
إلى كل من تشتاق إلى الجنة لتنعم فيها بجمال لا يفنى وشباب أبدي ونعيم لا ينقطع: "ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة".
الإسلام..
والإسلام يعني الاستسلام لكل ما أمر الله تعالى به، فماذا قال الله تعالى؟.. قال: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا (36)﴾ (الأحزاب)، فإن كنت مسلمةً فهذا يعني أنك مستسلمة، وإن كنت مستسلمةً فلِمَ لا تعودين للحجاب الحقيقي؟!
الحجاب كله خير
تذكري دائمًا أن الله تعالى لا يُحرِّم شيئًا إلا لضرره عليك، ولا يفرض شيئًا إلا وقد جعل الله لك فيه خيرًا كثيرًا.
هذا ما تؤكده تلك الفتاة قالت: كنت أعاني من مضايقات الشباب فهم ينظرون إليَّ نظراتٍ لا تعجبني، ولا يتورَّع أحدهم عن معاك*تي، وكنت أشعر أن الكثير من زملائي يحاولون الاقتراب مني ومصادقتي لأغراض خفية في أنفسهم، بالإضافة إلى شعورٍ بالذنب كان يلاحقني كلما كنت أنظر في المرآة وأنا أتزين وأتهيأ للخروج، كنت أحزن كثيرًا وأنا أنظر إلى كلِّ مَن التزمت بالحجاب فقد كانت تلك خطوةً جبارةً بالنسبة لي- هذا ما زيَّنه الشيطان لي- وأخيرًا مَنّ الله عليَّ بالحجاب في رمضان الماضي بعد دعوات مخلصة من قلب صادق، أحبَّ الله، وتمنى رضاه، وبعد ارتدائي الزي الشرعي فوجئت بأن كل شيء قد تغيَّر، نظرة زملائي تغيَّرت، فأصبحَت احترامًا وإعزازًا، استراح قلبي وازداد قربًا من الله، هدأت نفسي القلقة واطمأنت بالإيمان والحمد لله.
استعنت بك يا رب
ومن قلبٍ يحب لك الخير ويتمنى أن تذوقي حلاوة الإيمان، وأن تعيشي في طاعة الله، من قلبٍ يخشى عليك من البعد عن الله وظلمة في القلب وسيئات تشوِّه صحيفة أعمالك بكل نظرة ينظرها شابٌّ إليك وبكل فتاة تقتدي بك، رغم الخير الذي يملأ قلبك ورغم حسناتك.. أدعوك إلى ارتداء الحجاب الشرعي.
فكوني قويةً وابدئي الآن، وقولي استعنت بك يا رب فأعني على نفسي وعلى مغريات الدنيا، توكلت عليك يا رب فأنت حسبي، ليس لي سواك فلا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.
حورية من الجنة
جمال أبدي وشباب لا يزول منذ قديم الأزل، تلك الأمنية هي حلم كل فتاة وامرأة، فتراها تبذل الكثير للإعلان عن جمالها، وتراها تبذل الكثير للاحتفاظ بصورتها الجميلة، ولكن هل فكرت كل فتاة وامرأة أن الجمال هو صنع الله؟ وهل عقلت أن الشباب بيد الله؟ وأن القلوب التي ترى جمالها هي بين أصبعين من أصابع الله؟ وهل انطلقت نظرتها لتعبر الزمان والمكان لتبصر مستقر الجمال الخالد في الآخرة؟ وهل عملت لتستحق أن تكون حورية في الجنة تضيء السماء بابتسامتها وتنبهر أشجار الجنة بجمالها؟!
زهرة أم لؤلؤة؟
جذبني هذا العنوان الجميل فكان السؤال: "هل أنت زهرة أم لؤلؤة؟"، الزهرة جميلة واللؤلؤة جميلة فأيهما تختارين؟! هل اخترتِ؟
* نعم، الزهرة.. رائحتها جميلة، ولونها جميل، ورقيقة وجذابة، بينما اللؤلؤة جميلة وثمينة.
* ولكن.. الزهرة عمرها قصير، قد تحرقها الشمس، أو تؤذيها الأيدي، الزهرة تذبل بسرعة.. قد يقطفها أحد المارَّة فتذبل أسرع، فعمر جمال الزهرة قصير.
* بينما اللؤلؤة.. تبقى جميلة للأبد، تختبئ داخل محارها، ولا يتلألأ جمالها إلا لمَن يستحق.
* كلتاهما جميلتان، ولكن جمال اللؤلؤة يبقى، وجمال الزهرة يفنى.
* وهكذا النساء.. مَن لا ترتدي الحجاب الشرعي جميلة، ولكنها تُشبه الزهرة، ومَن ترتدي الحجاب الشرعي هي لؤلؤة رائعة الجمال، وهناك فرق.
وقفة..
وهي دعوة لكل محجبة كي تقف مع نفسها وقفةً منصفةً عادلةً أمام المرآة وتسأل نفسها: هل حجابي يُرضي الله؟.. هل سلوكي يرضي الله؟، فالحجاب إذن ليس قطعةً من القماش توضع دون ضوابط، والحجاب ليس هو نهاية المطاف، بل هو عبادة وخلق وسلوك وعون على العبادات الأخرى.
قولي: لا..
فأدعوك أيتها المسلمة.. أيتها المؤمنة أن تقولي "لا" لكل ما لا يُرضي الله تعالى، وإن كنت ستتعبين قليلاً أثناء بحثك عن زي شرعي وسط هذا الكم الهائل من الأزياء الغريبة، أدعوك أن تقفي بشجاعة لتقولي لا:
1- للملابس الضيقة والشفافة.
2- للملابس الموحية بأنها ملابس كاشفة (كالجونلة القصيرة) تحتها بنطلون ضيق يفصِّل شكل الساقين أو حذاء برقبة (بوت) أو بادي ضيق فوقه ملابس كاشفة.
3- لخلع الحجاب في الأفراح وعلى الشواطئ.
4- للبنطلون الضيق الذي يؤلم كل غيور على دينه.
5- للعطور والمكياج.
أنت في الجنة
أيتها المسلمة.. أيتها المؤمنة.. "من ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه"؛ فيا من تركتِ إظهار زينتك خارج بيتك لله، رغم أنك قد فُطِرتِ على حب الزينة اسمعي وصف نساء الدنيا في الجنة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل ألبس الله وجوههن النور، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفر الحلي، مجامرهن اللؤلؤ، وأمشاطهن الذهب، يقلن نحن الخالدات فلا نموت أبدًا، ونحن الناعمات فلا نبأس أبدًا، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا (لا تصيبنا الشيخوخة)، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدًا، طوبي لمن كان لنا وكنا له" (رواه الترمذي).
[center]