حبيبة السماء عضو فعال
عدد المساهمات : 67 تاريخ التسجيل : 27/02/2009
| موضوع: أختاه لا تحزني..... الثلاثاء أبريل 07, 2009 5:52 pm | |
| الي كل قلب فقد او احترق او خسر اقول لك لا تحزن اخيتي اخي لا تحزن وتأمل جمال ماسطر على ورقتي ان لنا في قصص القران وسرة الانبياء والصحابه وممن عاصرنا من اهل العلم والخير عبه لا تحزن أختاه .. يا من تملّك الحزن قلبها .. وكتم الهمّ نفسها.. وضيّق صدرها .. فتكدرت بها الأحوال. وأظلمت أمامها الآمال .. فضاقت عليها الحياة على سعتها .. وضاقت بها نفسها وأيامها .. وساعتها وأنفاسها!! لا تحزني.. فما الحزن للأكدار علاج.. لا تيأسي فاليأس يعكر المزاج.. والأمل قد لاح من كل فج بل فجاج! لا تحزني.. فالبلوى تمحيص.. والمصيبة بإذن الله اختبار.. والنازلة امتحان.. وعند الامتحان يعز المرء أو يهان! فالله ينعم بالبلوى يمحصنا ....... من منا يرضى ومن يضطربُ ماذا عساه أن يكون سبب حزنك؟! إن يكن سببه مرض.. فهو لك خير.. وعاقبته الشفاء.. قال صلى الله عليه وسلم ((من يرد الله به خيراً يصب منه)) ، وقال الله جل وعلا وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ[الشعراء - 80] وإن يكن سبب حزنك ذنب اقترفته أو خطيئة فتأملي خطاب مولاك الذي هو أرحم بك من نفسك قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً [الزمر- 53] وإن يكن سبب حزنك ظلم حلّ بك من زوج أو قريب أو بعيد، فقد وعدك الله بالنصر ووعد ظالمك بالخذلان والذل. فقال تعالى وَاللّهُ لاً يُحِبُّ الظَّالِمِين [آل عمران - 140]، وقال تعالى في الحديث القدسي للمظلوم ((وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين )) وقال سبحانه قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة - وإن يكن سبب حزنك الفقر والحاجة .. فاصبري وأبشري.. قال الله تعالى وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة - 155] وإن يكن سبب حزنك انعدام أو قلة الولد .. فلست أول من يعدم الولد .. ولست مسؤولة عن خلقه. قال تعالى لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً َيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً [الشورى - 50،49] فهل أنت من شاء العقم؟أم الله الذي جعلك بمشيئته كذلك! وهل لك لأن تعترضي على حكم الله ومشيئته! أو هل لزوجك أو سواه أن يلومك على ذلك. إنه إن فعل كان معترضاً على الله لا عليك ومغالباً لحكم الله ومعقباً عليه.. فعلام الحزن إذن والأمر كله لله! لا تحزني.. مهما بلغ بك البلاء! وتذكري أن ما يجري لك أقدار وقضاء يسري .. وأن الليل وإن طال فلا بد من الفجر! وإليك أختي المسلمة.. كلمات نيرة تدفعين بها الهموم.. انتقيتها لك من مشكاة النبوة لننير لكِ الطريق.. وتكشف عنك بإذن الله الأحزان. أولاً: كوني ابنة يومك اجعلي شعارك في الحياة ما مضى فات ......ولك الساعة التي أنت فيها وأحسن منه وأجمل قول ابن عمر رضي الله عنه ((إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من حتك لمرضك، ومن حياتك لموتك))رواه البخاري إنسي الماضي مهما كان أمره، انسيه بأحزانه وأتراحه، فتذكره لا يفيد في علاج الأوجاع شيئاً وإنما ينكد على يومك، ويزيدك هموماً على همومك. تصوري دائمك أنك وسط بين زمنين: الأول: ماض وهو وقت فات بكل مفرداته وحلوه ومره، وفواته يعني بالتحديد عدمه فلم يعد له وجود في الواقع وإنما وجوده منحصر في ذهنك .. ذهنك فقط! وما دام ليس له وجود. فهو لا يستحق أن يكون في قاموس الهموم .. لأنه انتهى وانقضى.. وتولى ومضى!والثاني: مستقبل وهو غيب مجهول لا تحكمه قوانين الفكر ولا تخمينات العقل.. وإنما هو غيب موغل في الغموض والسرية بحيث لا يدرك كنهه أحد ..قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل- 65]،وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ [لقمان - 34] إذاً فالماضي عدم.. والمستقبل غيب!ثانياً: تعبدي الله بالرضى لا تحزني .. اجعلي شعارك عند وقوع البلاء إنا لله وإنا إليه راجعون، ((اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها)).. اهتفي بهذه الكلمات عند أول صدمة.. تنقلب في حقك البلية.. مزية.. والمحنة منحة.. والهلكة عطاء وبركة! تأملي في أدب البلاء في هذه الآية وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة - 155،157]ثالثاً: افقهى سر الإبتلاء لا تحزني.. فالإبتلاء جزء لا يتجزء من الحياة .. لا يخلو منه .. غني ولا فقير .. ولا ملك ولا مملوك .. ولا نبي مرسل .. ولا عظيم مبجل .. فالناس مشتركون في وقوعه .. ومختلفون في كيفياته ودرجاته لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ [البلد - 4] فإن الحياة طبعت على كدر وأنت تريدها ......خالية من الأنكاد والأكدار هكذا الحياة خلقت مجالاً للإبتلاء الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك - 2] .. وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ [محمد - 31]رابعاً: لا تقلقي المريض سيشفى .. والغائب سيعود .. والمحزون سيفرح .. والكرب سيرفع .. والضائقة ستزول .. وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد..فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [الشرح - 6،5] خامساً: اجعلي همك في الله أُختاه .. إذا اشتدت عليك هموم الأرض .. فاجعلي همك في السماء .. ففي الحديث (( من جعل الهموم هماً واحداً هم المعاد، كفاه الله سائر همومه، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك))[صحيح الجامع: 6189 لا تحزني .. فرزقك مقسوم .. وقدرك محسوم .. وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم .. لأنها كلها إلى زوال.. وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد - 20]وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين | |
|