أساليب الزخرفة على النسيج الإسلامي
تعددت الموضوعات الزخرفية التي ازدانت بها المنسوجات الإسلامية، وتنوعت تلك الزخارف فيما بين زخارف كتابة عربية وتكوينات هندسية، ونباتية، وزخارف كائنات حية آدمية أو طيور وحيوانات، أو كائنات خرافية مركبة فى بعض الأحيان.
وحين نتأمل تلك الزخارف نجد أنها ترمز إلى مدلولات عديدة. فبعضها ذو مدلول سياسي كالكتابات العربية التي تزين المنسوجات الملكية، والتي تسمى بالطراز وتشير إلى أسماء الخلفاء والحكام والسلاطين. وكانت تلك الكتابات تمثل أحد الرموز الهامة التي تشير إلى سلطة الحاكم فهي أحد شارات السلطة في العصور الوسطى. وبعض الكتابات الواردة على قطع النسيج تمثل عبارات دعائية.
كما أن بعض هذه الزخارف، وخاصة الزخارف النباتية المتعددة، تشير إلى مدى الحس الفني الذي بلغه الفنانون في العصر الإسلامي. كما تشير إلي مدى مقدرتهم على الدمج بين العديد من أنواع النباتات والأزهار والأفرع النباتية، وإظهارها بشكل جذاب يخطف الأنظار. ومما يدل على تلك المهارة الفنية، أن وقف مؤرخو الفنون أمام الزخارف النباتية المورقة ولم يجدوا اسما يطلقوه عليها غير اسم العرب فأسموها "أرابيسك".
وكانت زخارف الكائنات الحية على المنسوجات تعك* الحياة اليومية للفنان، والبيئة من حوله. ومن هذه الزخارف مشاهد للحيوانات التي تقع عليها عينه وهى في أوضاع متعددة كأن تكون متتابعة، أو في وضع مطاردة، أو انقضاض، أو غيرها من الأوضاع. وفى بعض الأحيان يدمج الفنان بين جميع أنواع الزخارف على قطعة النسيج الواحدة، حيث نجد الأشكال الهندسية وبداخلها رسوم طيور وحيوانات، ورسوم زخارف نباتية مع الزخارف الكتابية أيضا.