كاتب بريطاني:
الشرق والإسلام أصل الحضارة .. وأوروبا تنكر
هناك رواية تقليدية روج لها مؤرخو الغرب في العالم بأسره عن غرب نقي عقلاني , ليبرالي , ديمقراطي صنع نهضته محليا منذ أيام الإغريق وحتى اليوم , وبجوار الغرب يوجد شرق استبدادي لاعقلاني, متواكل , بدائي , بربري.
كانت هذا المقدمة لكتاب الجذور الشرقية للحضارة الغربية للكاتب البريطاني جون إم هوبسون وهو أستاذ تشكل كتبه موادا للدراسة في السياسات والعلاقات الدولية في جامعة شيفيلد, وقامت بترجمة الكتاب إلي العربية منال قابيل, وصدر ضمن مهرجان القراءة للجميع في 2007.
تدور الفكرة الرئيسية للكتاب علي نقد فكرة المركزية الأوروبية والتي روج لها كتاب الغرب, والتي تفترض أن الغرب يمثل البؤرة المركزية لتاريخ العالم المتقدم بماضيه وحاضره , حيث تطور الغرب من اليونان القديمة التي أنجبت روما, وتولد عن روما أوروبا المسيحية , وأنجبت تلك عصر النهضة وبعده جاء عصر التنوير, وأنجب التنوير الديمقراطية السياسية والثورة الصناعية, ونتج عن مزج الديمقراطية بالصناعة الولايات المتحدة التي جسدت حلم الحياة والحرية والبحث عن السعادة.
وهكذا ترفض فكرة مركزية أوروبا أي دور للشرق في حضارة العالم الذي صوره الغرب, ويحاول هذا الكتاب أن يبرهن علي خطأ فرض مركزية أوروبا من خلال إعادة قراءة التاريخ.
ولا يهدف الكاتب من خلال هذا الجهد إلي ترجيح كافة الشرق علي الغرب أو العك* , وإنما يهدف إلي أثبات أن العالم كله يعتمد علي بعضه البعض.
يختلف الطرح الرئيسي لهذا الكتاب مع أحد الاقتراحات الرئيسية لفكرة المركزية الأوروبية والتي تقول بأن الشرق كان متفرجا سلبيا علي قصة تطور العالم, كما كان ضحية أو بمثابة المتكأ للقوة الغربية... ويشكل تهميش الشرق صمتا له مغزاه؛ لأنه يحجب ثلاث نقاط رئيسية: الأولي: أن الشرق قاد بإيجابية تنمية اقتصاده المادي بعد عام 500 م ، الثانية: أن الشرق شكل الاقتصاد العالمي وحافظ عليه بعد عام 500 م. أما الثالثة والأهم: أن الشرق ساهم بشكل مهم وإيجابي في نهضة الغرب عن طريق قيادته وتوصيله لكثير من الموارد الفكرية إلي الغرب.
ويقدم الكاتب الأدلة علي أن الغرب لم يكن من اللاعبين الرئيسين في الاقتصاد العالمي في أي مرحلة قبل عام 1800.. فقط في القرن الـ19 لحقت أوروبا بالعالم المتقدم عنها وذلك بعد خمسة عشر قرنا من التخلف!.
ولتكملة الموضوع اذهب للرابط الآتي: