خلف مسجد الإمام الشافعي..
مجموعة المقابر تقع تحت ثلاث قباب كبيرة الحجم وبجوارها ثلاث أخري متوسطة.. هذه القباب محمولة علي أعمدة حجرية مربعة البناء.. كما أن الأضرحة حظيت بعمارة ونقوش بديعة, بينما مدخل المدفن تعلوه قبة صغيرة تتدلي منها ثريا نحاسية قيمة, وهو يؤدي الي صالة كبيرة ذات بابين يؤديان الي حديقة المدفن وحجرة الحارس, وفي نهاية الصالة باب كبير يؤدي الي داخل المدفن.
:farao: ضريح نور هانم والدة الخديو عباس
وأول ما يقابل الزائر ضريح نور هانم والدة الخديو عباس, وهو من أضخم وأفخر الاضرحة النسائية بمجموعة مدافن الإمام الشافعي.. وطوله نحو ثلاثة أمتار, وعرضه متر ونصف المتر, وارتفاعه عند الشاهد4 أمتار, وهو من الالبستر النادر.
ويمزج الضريح ـ مثل معظم مقابر الأسرة المالكة ـ بين البناء الهرمي الذي اتبعه قدماء المصريين, وبين الطراز العربي والإسلامي في نقوشه ووجود شاهد القبر أعلي الضريح.
وكان الخديو توفيق قد أنشأ هذا المقام لوالدته عام1301 من الهجرة, وهو تاريخ وفاتها بحسب مانقش عليه كما يعلو الشاهد تاج الملكلة من المرمر.
ضريح الخديو عباس الأول
وعلي يسار الضريح يرقد الخديو عباس الأول تحت ضريح يساوي في فخامته وروعة نقوشه ضريح نور هانم, ويتكون أيضا من ثلاثة طوابق منقوشة بأشكال نباتية وعربية جميلة يعلوه شاهد كتب عليه باللغة التركية تعريف بصاحب القبر, والدعاء له, ويعلو الشاهد الطربوش التركي.. وقد أحيط هذا القبر بسور نحاسي ضخم منقوش بأشكال هندسية مفرغة, وبني هذا السور ليفصل بين قبر نور هانم, وقبر الهامي باشا شقيق الخديو عباس وضريحه طابقان من الرخام المزخرف, وقد نقشت عليه الآيات القرآنية.
وتعتبر المقابر الثلاث مجموعة مستقلة تقع بمدخل المدفن تحت إحدي القباب الدائرية الكبيرة.
أضرحة لزوجات الخديو عباس, وبعض بناته
كما توجد تحت القبة المجاورة عدة أضرحة لزوجات الخديو عباس, وبعض بناته, وصممت من الرخام الفخم بثلاثة طوابق, ونقشت عليها أشكال عربية وهندسية.
ضريح الأمير أحمد بن ابراهيم باشا, والأميرة عين الحياة والدة محمد سعيد باشا
وتتميز هذه المجموعة بألوانها الجذابة والمتناسقة, وتتضمن فتحية هانم والأميرة شمس زوجتي الخديو عباس, والأميرتين ملك وانجي زوجتي خديو مصر محمد سعيد باشا الذي يرقد في مكان آخر من المدفن في ضريح لا يقل فخامة وجمالا وروعة عن ضريح الخديو عباس الأول, والي جواره يرقد الأمير أحمد بن ابراهيم باشا, والأميرة عين الحياة والدة محمد سعيد باشا, التي توفيت عام1265 هجرية.
قبر الأمير طوسون باشا ابن سعيد باشا
وكذلك يتضمن المدفن قبر الأمير طوسون باشا ابن سعيد باشا والي مصر وولديه محمد ومحمود, والأمير محمد علي ابن اسماعيل باشا, وبعض أفراد الأسرة مثل رقية هانم والأميرة زينب أبناء يكن باشا شقيق نور هانم زوجة محمد علي, وهناك ضريح يضم الأمير محمود بن محمد سعيد باشا الذي توفي وهو طفل صغير.
ضريح ابراهيم باشا
ولعل أبرز من دفن في هذه المقابر هو ابراهيم باشا ابن محمد علي القائد العسكري الذي قاد الجيوش المصرية حتي وصل بها الي مشارف القسطنطينية عاصمة السلطنة الاسلامية, آنذاك, وضريحه يتكون من ثلاثة طوابق هرمية من المرمر الايطالي, ومنقوش بالكامل من القاعدة الأرضية حتي أعلي الشاهد بأشكال نباتية وعربية علي الطراز الإسلامي ويمثل في بنائه وزخارفه وحدة هندسية متكاملة الشكل في تناسق هو غاية الروعة والكمال.
ويعلو الضريح شاهدان للقبر الأول كتب عليه أبيات الشعر والمدح والرثاء, والآخر كتب عليه تعريف بصاحبه باللغة التركية ويعلوه الطربوش التركي باللون الأحمر.
أما في الخارج فتوجد مجموعة من المدافن أشار اليها حارس المكان بالمدافن الجماعية لبعض أفراد الأسرة, كما يقال إن تحتها يرقد الأربعون مملوكا ضحايا مذبحة القلعة.
مظاهر الإهمال
. حيث تلاحظ مظاهر الإهمال وتصدع القباب من الداخل وتدهور النقوش بها ونزع جداريات كاملة من جدران المقابر وسرقتها بالاضافة الي سرقة بعض المقتنيات الثمينة مثل قطعة من ك*وة الكعبة المشرفة لم تكون مسجلة كأثر!!, كما يتضح للعيان آثار الإهمال الذي يتعرض لمقبرة أبناء الخديو اسماعيل للتمليح والتفتت, كما تبدو مظاهر الترميم الخاطئ بالأسمنت والجبس والمواد القابلة للتفاعل مع الرخام والتي تعمل علي تآكل الحوائط والجداريات.
وكما هو الحال لا يختلف حال مدافن أفندينا التي تقع تحت سفح الجبل, حيث اقيمت قلعة صلاح الدين ومسجد محمد علي من جهة الشمال الشرقي وتحديدا بمنطقة المجاورين, تقع مدافن افندينا ـ كما يطلق عليها سكان المنطقة ـ وهي عبارة عن قطعة أرض كبيرة استقطع جزء كبير منها لطريق الأوتوستراد.
والمدفن له باب من الجهة الشمالية من الحديد يؤدي الي حديقة كبيرة وبعض الحجرات لإقامة الزوار والحرس ويتوسط الحديقة ممر يؤدي الي المدفن الذي شيده محمد توفيق خديو مصر منذ مايقرب من185 عاما, وهو عبارة عن قبة ضخمة محمولة علي أربعة أعمدة وتحيط بها أربع قباب صغيرة, حيث يوجد أسفلها ضريح بنبا قادن إحدي زوجات محمد علي وهي أول من دفن بهذه المدافن وضريحها يشبه ضريح نور هانم بمدافن الامام الشافعي, فهو مكون من ثلاثة طوابق هرمية بارتفاع خمسة أمتار مع الشاهد ونقوشه محلاة بماء الذهب مع الألوان الأخضر والأزرق.
ضريح الخديو عباس حلمي الثاني, وتضم قبر أمينة هانم ابنة الاميرة الهامي والدة الخديو عباس الثاني
كما تضم القاعة ضريح الخديو عباس حلمي الثاني, وتضم قبر أمينة هانم ابنة الاميرة الهامي والدة الخديو عباس الثاني وبجوارها قبر الأمير محمد صاحب قصر المنيل.
فتحية ابنة الخديو عباس حلمي الثاني, والثاني لشقيقها الأمير محمد عبدالمنعم وقبر شويكار هانم
كما تضم القاعة ضريحين من الخشب الثمين أحدهما للأميرة فتحية ابنة الخديو عباس حلمي الثاني, والثاني لشقيقها الأمير محمد عبدالمنعم, وعلي مقربة من مقابر افنديا يقع قبر شويكار هانم ابنة إبراهيم باشا الذي بني عام1947.
أما خارج المقابر فتوجد مدرسة قديمة لتحفيظ القرآن لم تسجل كأثر!
في قطاع الآثار القبطية والإسلامية بهيئة الآثار يقول أحد المسئولين: إن منطقة الغفير تضم العديد من المقابر التاريخية ذات القيمة الفنية والجمالية, وللأسف لم تسجل كآثار, ومثال ذلك قبرا الأميرة شويكار وآسمة حليم ويقعان امام أمير كبير بمنطقة الغفير, كذلك الحال مع مدفن الحلبي الذي يزيد عمره علي90 سنة, ومدفن عمر مكرم برغم قيمته التاريخية.
عادل فضالي
سندوب
.