د. محمد أبوالغار يكتب: ما يحدث في التعليم جريمة عظمي
في كل دول العالم هناك مرحلة يتعلم فيها الجميع نفس المنهج ونفس الكتب حتي يتوحد الشعب أما عندنا فلا مقياس ولا معيار واحد نسير عليه
النظم التعليمية الحالية سوف تحول مصر إلي جنوب أفريقيا أخري أيام الحكم العنصري تقام أسوار حول الطبقات الحاكمة الغنية ويطلق الشعب في فضاء الوطن
في مقال رئيس التحرير يوم 2 مارس تحدث عن المدارس الحكومية والخاصة،
وقسم المدارس الخاصة لأنواع حسب المصاريف المطلوبة لها وفي النهاية قسم الشعب المصري بطبقاته علي هذه المدارس، وأوضح أن الغالبية المصرية مطحونة وفقيرة ونسبة قليلة تجاهد لتعليم أولادها في مدارس معقولة بمصاريف معقولة وأن هناك نسبة بسيطة للغاية هي التي يذهب أولادها إلي مدارس باهظة التكاليف.
وتعليقاً علي كلام الأستاذ «إبراهيم» أقول إن هناك أيضاً التعليم الأزهري الذي كان حتي الثمانينيات محدوداً للغاية وتم التوسع فيه بدرجة كبيرة جداً، وطلبة الدراسات الإسلامية هم مئات الآلاف الذين لا يوجد للغالبية العظمي منهم فرصة عمل وهم يدرسون بطريقة مختلفة ويفكرون بطريقة مختلفة، وفي العالم كله هناك تعليم أساسي موحد للشعب كله في أوروبا وأمريكا والهند وغيرها، يتعلم الجميع نفس المنهج ونفس الكتب حتي يتوحد الشعب كله ويتكون وعيه وفكره علي منهج واحد، كلهم يعرفون تاريخ بلدهم وجغرافية بلدهم بطريقة واحدة، قد يكون هناك تفاوت في مستوي المدارس أو لغات إضافية في بعضها ولكن الجميع يتلقون نفس التعليم وبهذا يصبح الهندي هندياً والأمريكي أمريكياً والفرنسي فرنسياً.
أما بالله عليك في مصر واحد يدرس تاريخ فرنسا والآخر تاريخ الفراعنة والثالث فتح مصر بواسطة العرب، وكل يدرس بطريقة مختلفة، واحد يجيد العربية ويحفظ القرآن في سن صغيرة ولا يجيد أي لغة أخري وآخر يدرس العربية وهو وشطارته في اللغات الأخري وثالث لا يدرس العربية إطلاقاً ويجيد الإنجليزية أو الفرنسية ولا يستطيع أن يقرأ مانشيت الجريدة بالعربي، ويتحدث بالعامية ولكنه لا يقرأ العربية واللغة الأجنبية هي لغته الأولي، بهذا النظام التعليمي أصبحت مصر عبارة عن طبق كشري ملخبط!.
أما الكارثة الكبري هي أن من لا يعرفون العربية، واللغة هي وعاء الثقافة لأي إنسان، لن يفكرونا بالعربي ولا بالمصري وإنما سوف يفكرون بالأمريكاني وهؤلاء هم وزراء المستقبل ونواب المستقبل وحكام مصر القادمون لأنهم أبناء رجال الأعمال والحكام الحاليين، وفي ظل دولة التوريث سوف يكونون بالتأكيد هم حكام العصر القادم، وسوف يفهمون رئيس المستقبل جيداً، وسوف يفهمهم رئيسهم بسهولة ويسر لأنهم جميعاً يتكلمون لغة رجال الأعمال ويسافرون إلي نفس المنتجعات ويشترون نفس الأسهم والسندات ويوزعون بينهم الثروات.
نتيجة هذه النظم التعليمية سوف تكون وبالاً علي مصر وعلي مستقبلها وسوف نتحول إلي جنوب أفريقيا أيام الحكم العنصري مع اختلاف واحد بدأت ظواهره الآن، سوف تقام الأسوار حول الطبقات الحاكمة الغنية ويطلق الشعب في فضاء الوطن عك* ما كان قبل «مانديلا»، حيث حبس الشعب داخل الأسوار وانطلق البيض في كل مكان.
إن الكارثة قادمة لا ريب فيها.. لقد فرطنا تحت هذا الحكم الرشيد في كل شيء حتي التعليم الذي كان يميزنا في هذه المنطقة والذي بنيت مصر الحديثة به، والذي أتاح فرصة الحراك الاجتماعي لكل مجتهد وأدي إلي توحيد الشعب كله، الوضع مأساوي والمستقبل أكثر ظلمة.
الدستور المصرية
http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=16313&Itemid=30